ومذهب نفاة العلو يتلخص في قولين:
الأول: قولهم: إنه في كل مكان. فقد هربوا من إثبات العلو فأثبتوا أنه في كل مكان.
الثاني: أنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله، ولا أمامه ولا خلفه، وهذا كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: لو أراد أحد أن يصف العدم بشيء لم يصفه بأكثر من هذا، فإن الذي يصفونه بأنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق ولا تحت؛ هذا ليس موجوداً، ومعنى ذلك أنهم يقولون: لا يوجد لهذا الكون إله، وليس لهذا العالم خالق. أما القول بأنه في كل مكان، فلهم فيه شبهات قد تؤثر على بعض الناس، وذلك كاستدلالهم بقوله تعالى: (( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ ))[الزخرف:84]، وقوله تعالى: (( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ))[الحديد:4]، وغير ذلك.
ومن المعلوم أن الله تعالى في كل مكان ومع كل أحد بعلمه، لكنه عز وجل بذاته فوق العرش وفوق العالم، لا يخالط هذا الكون ولا يمازجه.
إذاً: هو تعالى فوق العرش، ومع ذلك لا يخفى عليه منا خافية، (( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ))[طه:7].